الأربعاء، 21 أبريل 2010

تاريخ مصر المحروسة حماها الله والأمة


تاريخ مصر المحروسة حماها الله والأمة

•العصور التاريخية
http://www.kenanaonline.com/page/2947
كنانة اون لاين

عصور ما قبل التاريخ
في عصر ما قبل التاريخ
بدأت الحضارة في مصر قبل العصر التاريخي بعصور طويلة يقدرها بعض العلماء بنحو مائة ألف سنة ويرجح أن الانسان ظهر علي أرض مصر لأول مرة منذ ذلك التاريخ وقد وفد إليها أقوام من ليبيا ومن الصوماليين وقبائل آسيوية من الجنس السامي ، وظل المصريون القدماء منذ أواخر العصر الحجري القديم (110 آلاف عام قبل الميلاد) فرعاً من سلالات البحر المتوسط الجنوبية واعتبروا أنفسهم أمة قائمة بذاتها وأطلقوا علي أنفسهم " أهل مصر " أو " ناس الأرض " .

وينقسم عصر ما قبل التاريخ إلى ثلاثة عصور هي:
1- العصر الحجري القديم
ففي العصر الحجري القديم عاش المصريون القدماء علي الهضاب حول النيل في كهوف من الصخور هرباً من قسوة الطبيعة والحيوانات البرية وعاش الانسان علي صيد الحيوان ، واستخدام الأدوات الحجرية وبعد العصر المطير حدثت نوبات من الجفاف أدت إلى تجمع السكان في وادي النيل بعد أن أصبحت الصحراء فقيرة في مواردها من الماء والنبات والحيوان ، وكانت أكبر انجازات هذا العصر اكتشاف النار واستخدمها القدماء في الطهي وتخويف الحيوانات المفترسة ، كما استطاع الانسان أن يتوصل إلى صناعة بعض أنواع بدائية من الفخار مثلت أدواته المنزلية الأولي •

2- العصر الحجري الحديث
تغيرت الأحوال المناخية ، انقطع المطر وخلت الهضاب والصحاري من الأعشاب ولم تعد صالحة للحياة بينما جفت المستنقعات التي كانت تملأ الوادي وأصبحت أرضه أصلح للحياة ، وبدأ الانسان الذي سكن الوادي يستأنس النبات والحيوان ، وأدي ذلك إلى اكتشاف الزراعة التي ارتبطت بالاستقرار وبناء المساكن البدائية من الأشجار والطين ، كما أدت الزراعة إلى صناعة أدوات جديدة كالحراب والفؤوس أكثر دقة مما كانت عليه في العصر الحجري القديم ، وبدأت صناعة الفخار أواخر هذا العصر تتطور وتأخذ أشكالاً واستخدامات جديدة •

3- عصر المعادن
كان لوجود المصريين المستمر في سيناء أثره في الكشف عن المعادن وأولها النحاس الذي استخدم في باديء الأمر لصناعة الحلي للنساء ثم بدأ عصر جديد لتقدم الانسانية بصنع القدماء الإبرة النحاسية وهي أول أداة صناعية معدنية استخدمها الانسان ، كذلك استخدم المصريون منذ بداية هذا العصر الذهب في صناعة الحلي ، كما ارتقت صناعة نسيج الأقمشة والجلود والعاج وتطورت صناعة الخزف وبدأ الفن المصري القديم في الظهور مع نقش الأواني ، كما تطورت مساكن القدماء وأصبحت تبني من الطوب اللبن والخشب كما بدأ استخدام الأثاث والوسائد من الجلود •

العصور التاريخية / أولاً : العصر الفرعوني
يمكن تتبع تاريخ مصر الفرعونية من تقسيمات المؤرخين القدامي أو المحدثين فقد قسم المؤرخ المصري القديم مانيتون تاريخ مصر الفرعونية إلى ثلاثين أسرة حكمت مصر علي التوالي واختلفت مواطن حضارتها بين أهناسيا وطيبة ومنف وأون ، أما المؤرخون المحدثون فقد قسموا تاريخ مصر الفرعونية إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي : الدولة القديمة ، والدولة الوسطي والدولة الحديثة .

العصر التاريخي (3200 - 2980 ق . م )
عاش القدماء في قبائل ، ثم نشأت في مصر مملكتان الأولي في الوجه البحري عاصمتها " يوتو " واتخذت شعاراً لها " البردي " وهذه المملكة هي التي وضعت التقويم المصري القديم ، المملكة الثانية في الجنوب وعاصمتها " نخن " وشعارها "اللوتس" .
استطاع الملك مينا مؤسس الأسرة الأولي ان يوحد الجنوب والشمال تحت حكمه ، واتخذ من مدينة منف (ومكانها الآن قرية ميت رهينة بالبدرشين بالجيزة) عاصمة له ومركزاً إدارياً لأول دولة في العالم تقوم علي حكومة مركزية وجهاز منظم في الادارة والقضاء والتعليم والشرطة والجيش .
وعمل مينا علي محاربة القبائل الليبية لكثرة غزواتهم غرب الدلتا وهزمهم كما اتجه إلى الجنوب وحارب النوبيين وأخذ جزءا من أراضيهم ، ومات الملك مينا بعد فترة طويلة من حكمه ، وخلفه حكام أقوياء تم في عهودهم استخراج المعادن من مناجم سيناء واستطاع ملوك الأسرتين الأولي والثانية العمل علي تقدم البلاد ، وتطورت هندسة العمارة وراجت التجارة في عهودهم .

عصر الدولة القديمة (2980 - 2475 ق . م)
بدأ عصر الدولة القديمة في مصرمع حكم الأسرة الثالثة وانتهت في أواخر الأسرة السادسة وامتازت هذه الدولة باتساع مواردها المالية الداخلية وتبلورت خلالها مباديء الحكم المركزي والإدارة الاقليمية واستقرت فيها خصائص الطابع المصري في فنون النحت والنقش وأساليب العمارة ، وبدأ عصر بناة الأهرامات من ملوك مصر مع الملك " زوسر " حين بني هرم سقارة ، يعد الملك " سنفرو " مؤسس الأسرة الرابعة وأول من استخدم الأسطول النهري لتقوية الادارة في الداخل ، كما أرسل أسطولاً تجارياً بحرياً إلى سواحل الشام وشيد هرم " ميدوم " وكثرت في عهده الاصلاحات وتأمين البلاد من الغزاة .
وتدل عظمة الأهرامات علي ما بلغه ملوك تلك الأسرة من قوة وسلطان وعلي ما كانت عليه الحكومة من تنظيم ودقة ورقي العمارة في مصر القديمة في فن الهندسة والبناء .
ومع تأسيس حكم الأسرة الخامسة (الملك أوسر كاف) انتشرت عبادة الشمس "رع" وبنيت المعابد لها حول الأهرامات ، ومع حكم الأسرة السادسة بدأت تتضاءل عبادة " رع " ومن ملوكها " الملك بيبي " الذي قام بحروب كثيرة في الجنوب وطرد "بدو" آسيا من سيناء كما قام بحملة لتأمين حدود مصر وطرد الغزاة الذين احتلوا فلسطين لمنع الخطر عن البلاد ، خلفه في الحكم الملك " مرنرع " و"بيبي الثاني" آخر ملوك الأسرة السادسة العظماء .. فقد توالي علي الحكم ملوك ضعفاء وأخذت النزعة اللامركزية تعود للبلاد وانتشرت الحروب بين حكام المقاطعات ، فسقطت الأسرة السادسة وانتشرت الفوضي في البلاد وعادت إلى ما كانت عليه قبل توحيدها في عهد الملك مينا وجرت محاولة لإعادة الوحدة للبلاد بإقامة حكومة مركزية في منف (الأسرة السابعة) وتلتها الأسرة الثامنة ، وحكمت الأسرتان البلاد نحو قرن من الزمان ثم انتقل الحكم إلى أمراء إهناس في بني سويف وأسسوا حكم الأسرتين التاسعة والعاشرة حيث انتعشت فيه البلاد مرة اخري .

عصر الدولة الوسطي (2160 - 1580 ق . م )
مع تولي الأسرة الحادية عشرة الحكم ، اتخذ ملوكها من طيبة (الأقصر الآن) عاصمة لهم وحكمت لمدة 160 سنة وتم في عهد هذه الأسرة استعادة وحدة البلاد .
وفي عصر الأسرة الثانية عشرة الذي يعد من أزهي عصور الدولة الوسطي حيث ساد الرخاء والأمن وتقدمت , وازدهر الأدب في فن القصة وشيد المهندسون والفنانون تراثاً رائعاً من فنون العمارة والهندسة والنحت انتشر في الأقصر ودندرة والفيوم وعين شمس .
وأشهر ملوك هذه الأسرة (إمنمحات) الذي اهتم بأحوال الفلاحين وأمَّن حدود مصر الجنوبية وطرد البدو الآسيويين من شرق الدلتا ، وتوفي عام 1970 ق . م وتولي الحكم بعد "امنمحات " ابنه (سنوسرت) وسيطر علي النوبة بأكملها وأقام مسلة عين شمس الموجودة للآن ، وتولي بعده (سنوسرت الثالث) الذي شق قناة تصل النيل بالبحر وبني تحصينات دفاعية عن جنوب البلاد وحكم مصر 38 عاماً .
ومع تولي الملك امنمحات الثالث تم تنظيم المناجم في سيناء وعمل علي توسيعها وتطوير سد اللاهون وأقام مقياساً للنيل ، وبني قصراً كبيراً عرف فيما بعد "اللابرنت" أي قصر التيه نظراً لاتساعه وتعدد الحجرات والدهاليز والممرات فيه .
وحكم امنمحات الثالث البلاد لمدة خمسين عاماً ومات عام 1801 ق . م ودفن في هرمه بدهشور . وتولي بعده ملوك ضعاف لم يستمر حكمهم أكثر من 12 سنة سقط بعدها حكم الأسرة الـ 12 التي حكمت مصر لمدة 213 سنة .
مع تولي الأسرة الثالثة عشرة حكم مصر بدأ عصر الفتن والاضطرابات الداخلية يسود البلاد وعادت نزعة اللامركزية والتفكك تسيطر عليها وفي أواخر حكم هذه الأسرة تعرضت البلاد لغزو " الهكسوس " حوالي 1657 ق . م (وهم الرعاة الآسيويون) واتخذوا من أواريس أو هوارة عاصمة لهم وسط مصر وأبقوا الأسرتين 13 ، 14 ملوكاً علي مصر مع الاكتفاء بخضوعهم ثم قاموا هم بتأسيس الأسرتين 15 ، 16 ولم يزد حكمهم علي 150 عاماً .
وهكذا انتهي عصر الدولة الوسطي الذي شاعت فيه عبادة الإله رع وصار اسمه "أمون رع " واعتقد المصريون في البعث وفي حساب الانسان علي أفعاله بعد موته ، وفي العمارة قلت اهتمامات الفراعنة ببناء الأهرامات وأصبحت تبني بالطوب اللبن واستمر في النحت والنقش والتصوير وصناعة الحلي في الازدهار ، كما كثر اهتمام الناس بالأدب وخاصة القصص الديني والأسطوري .

عصر الدولة الحديثة (1580 - 1150 ق . م)
عندما تولي الملك أحمس الأول (مؤسس الأسرة 18) اتجه شمالاً وحاصر أواريس عاصمة الهكسوس وطردهم منها وتعقبهم حتى فلسطين وقام بحروب في بلاد الشام ثم عاد إلى جنوب مصر وأعاد اخضاع النوبة وأحكم سيطرته علي البلاد ، وخلفه ابنه إمنمحتب الذي قضي علي الفتن الداخلية في البلاد حيث أخضع ثورة النوبيين ورد الليبيين عن غرب الدلتا وحكم بعده تحتمس الأول ثم الملكة "حتشبسوت " التي شيدت معبد الدير البحري في سفح جبل طيبة الغربي وأرسلت أضخم أسطول بحري للتجارة إلى بلاد بونت مكوناً من 50 سفينة ، ومن آثارها مسلة معبد الكرنك وتولي الحكم بعدها أخوها تحتمس الثالث والذي كان يشاركها الحكم وعندما انفرد بالسلطة غادر البلاد في طريقه إلى فلسطين لتأمين حدود مصر وهزم الأعداء في موقعة مجدو بقيادة أمير قادش .
وأصبحت مصر في ذلك الوقت صاحبة النفوذ في غرب آسيا ومدن فلسطين وسوريا وجزر البحر المتوسط حتى سمي عصر الدولة الحديثة بعصر المجد الحربي وعصر الامبراطورية .
وكانت طيبة عاصمة العالم القديم تتدفق عليها خيرات افريقيا وآسيا وجزر البحر المتوسط ويفد إليها كل عام رسل من جميع البلاد التي تحت سلطانها ، ولم يدخر تحتمس الثالث جهداً في تزيين طيبة فبني فيها المعابد والهياكل والمسلات في الكرنك وجبانة طيبة وأرجاء الوادي ومعابد دنقلة ، ومات تحتمس الثالث بعد أن حكم البلاد مدة 54 عاماً (1490 - 1436 ق . م) واستطاع خلفاؤه أن يحافظوا علي الامبراطورية وأخمدوا ثورات الدويلات الآسيوية والنوبة وكان الملك امنحتب الثالث أقوي أحفاد تحتمس الثالث في سياسته الخارجية ، وبعد موت الملك امنحتب الثالث تولي اخناتون الحكم وكان شديد الولع بأمور الدين وأحدث ثورة دينية حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ للبلاد عاصمة جديدة "اخيتاتون" ومع انشغاله بنشر مذهبه الديني الجديد سقطت امبراطورية مصر في الشام علي يد الحيثيين وتولي الحكم بعده توت عنخ آمون الذي مات بعد سنوات قليلة من حكمه وسقط معه حكم الأسرة 18 .
وتولي الحكم رمسيس الأول مؤسس الأسرة 19 الذي استطاع استعادة فلسطين وطرد الليبيين من غرب الدلتا وأصلح معابد آمون والكرنك وأنشأ مقابر وداي الملوك ، ولما خلفه رمسيس الثاني استعاد الامبراطورية الآسيوية واستعاد مكانة مصر أيام مجدها الحربي .
ومع اتساع الامبراطورية المصرية ، زاد عدد الوافدين إلى مصر من الآسيويين واختلطوا بالمصريين وخلف رمسيس الثاني في ذلك العهد أشهر معابد قدماء المصريين (الرمسيوم) ووصف حروبه مع الحيثيين علي جدرانه وأتم بناء معبد الكرنك وأقام المسلات المتعددة ، وتوفي رمسيس الثاني وخلفه ابنه منبتاح عشر سنوات فحافظ علي ملك أبيه ثم مات سنة 1215 ق . م وتولي بعده ملوك ضعاف إلى ان تولي رمسيس الثالث مؤسس الأسرة العشرين حيث قام بطرد سكان جزر البحر المتوسط من الدلتا وطردهم من سوريا وأعاد مجد الامبراطورية .
ولما استقر الأمن التفت إلى البناء وأشهر ما أقامه معبد مدينة هابو وانتعشت في عهده التجارة ومات بعد ان حكم البلاد 31 عاماً ، ثم تولي الحكم الكهنة لمدة 150 عاماً وحل الضعف في الامبراطورية وفقدت مصر سلطانها علي سوريا وفلسطين ولم يبق لها سوي بلاد النوبة .
وتعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 حتى الأسرة 28 لاحتلال من الآشوريين عام 670 ق . م ثم الفرس حتى انتهي حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الاسكندر الاكبر مصر .

فنون الحضارة الفرعونية :
العمارة

برع المصريون في فن العمارة وآثارهم الخالدة خير شاهد علي ذلك ففي الدولة القديمة شيدت المصاطب والأهرامات وهي تمثل العمائر الجنائزية ، وأول هرم بني هو هرم زوسر ، ثم هرم ميدوم إلا أن أشهرها جميعاً اهرامات الجيزة الثلاث وتمثال أبو الهول وشيدت في عهد الأسرة الرابعة وبلغ عدد الأهرامات التي بنيت لتكون مثوى للفراعنة 97 هرماً .
ثم بدأ انتشار المعابد الجنائزية في عصر الدولة الوسطي واهتم ملوك الأسرة ألـ12 بمنطقة الفيوم بأعمال الري فيها ، وأشهر المعابد التي أنشأها ملوك هذه الأسرة معبد "اللابرانت" أو قصر التيه كما سماه الإغريق والذي شيده الملك امنمحات الثالث في هوارة كما شيد القلاع والحصون والأسوار علي حدود مصر الشرقية .
ويعتبر عصر الدولة الحديثة أعظم فترة عرفتها أساليب العمارة والصور الجدارية والحرف والفنون الدقيقة التي تظهر علي حوائط بعض المعابد الضخمة ، المتنوعة التصميمات كمعبد الكرنك ومعبد الأقصر وأبو سمبل .
ويعتبر عهد تحتمس الأول نقطة تحول في نقاء الهرم ليكون مقبرة ونحت مقابر مختفية في باطن الجبل في البر الغربي بالأقصر تتسم بالغني والجمال في أثاثها الجنائزي ويظهر ذلك بوضوح في مقبرة الملك توت عنخ آمون .
وقد عمد فنانو هذه الدولة - للحفاظ علي نقوش الحوائط - إلى استخدام الحفر الغائر والبارز بروزاً بسيطاً حتى لا تتعرض للضياع او التشويه وآخر ما اكتشف من مقابر وادي الملوك مقبرة أبناء رمسيس الثاني التي تعد من أكبرها مساحة وتحتوي علي 15 مومياء .
أما المسلات الفرعونية فقد كانت تقام في ازدواج أمام مداخل المعابد وهي منحوتة من الجرانيت ، ومن أجمل أمثلة عمائر عصر الامبراطورية المصرية القديمة معابد "أسوان" و"خوفو" و"الكرنك" و"الأقصر" و"الرمسيوم" و"حتشبسوت" بالبر الشرقي والمعابد المنحوتة في الصخر مثل " أبو سمبل الكبير " و"أبو سمبل الصغير" ، وظهرت اتجاهات جديدة في فنون العمارة والفنون التشكيلية والتطبيقية وظهرت بصورة واضحة في فن نحت التماثيل الضخمة والصغيرة وزخرفة أعمدة المعابد والنقوش الجدارية ।

الأدب
تؤكد آثار المصريين براعتهم في الكتابة والأدب ويظهر ذلك واضحاً فيما تركه المصريون من آثار ، ولن ينسي التاريخ فضل المصريين علي الانسانية في اختراع الكتابة التي سماها الاغريق بالخط الهيروغليفي وتتكون الابجدية الهيروغليفية من 24 حرفاً ، واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر في الكتابة علي أوراق البردي .
وبرع المصريون في الأدب الديني الذي تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الأخري وأسرار الكون والأساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد من أقدم أمثلة الأدب الديني " نصوص الأهرامات " و"كتاب الموتي" .
لما برع الأديب المصري القديم في كتابة القصص وحرص علي ان تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين علي رواية تراثهم من الحكم والأمثال وعلي ترديدها بأعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم .
وبذلك كان المصريون من أحرص شعوب العالم علي تسجيل وتدوين تاريخهم والأحداث التي تعرضوا لها في حياتهم وبهذه الخطوة الحضارية ظهر العديد من الأدباء والحكماء المثقفين المصريين الذين تركوا لنا أعمالاً تدل علي مدي رقي الفكر والثقافة في مصر .
الموسيقي
أحب المصريون الغناء والموسيقي واستخدموها في تربية النشء وفي الاحتفالات العامة والخاصة وخاصة في الجيش وكذلك في الصلوات ودفن الموتي ، وقد عرف المصريون في عصر الدولة القديمة آلات النفخ والوتريات مثل " الهارب " (اسمها الفرعوني تيبوني) وابتدعوا أنماطاً وأشكالاً من الآلات التي تؤدي الايقاعات والنغمات المختلفة وقاموا بتطويرها عبر مراحل تاريخهم القديم .

التزيين
عرف القدماء المصريون التجمل بالحلي والتي تميزت بالدقة الفنية العالية وجمال التشكيل واستخدمت العناصر الزخرفية من الطبيعة مثل نبات البردي والنخيل وزهرة اللوتس كما استخدموا الاحجار الكريمة ، وحرصت المرأة بصفة خاصة علي الاهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والأساور والعقود والخواتم والقلائد والحنة .
واختلفت الملابس في مصر الفرعونية من طبقة إلى اخري وكانت تصنع من الكتان الناعم أو من الأقمشة الحريرية المستوردة من بلاد سوريا القديمة ، وكانت الملابس تتنوع باختلاف المناسبات .

ثانياً : العصر اليوناني
نجح الاسكندر المقدوني في هزيمة الفرس في آسيا الصغري ثم فتح مصر عام 333 ق . م وطرد منها الفرس ، وقد توج الاسكندر نفسه ملكاً علي منهج الفراعنة ووضع أساس مدينة الاسكندرية ثم حج إلى معبد آمون في واحة سيوة والذي كان يتمتع بشهرة عالمية واسعة في ذلك الوقت .

مصر تحت حكم البطالمة (333 - 30 ق . م)
بعد وفاة الاسكندر أسس بطليموس أحد قواد الاسكندر حكم البطالمة في مصر الذي استمر من عام 333 ق . م حتى عام 30 ق م وقد ظلت دولة البطالمة قوية في عهد ملوكها الأوائل ثم حل بها الضعف نتيجة ثورة المصريين ضدهم ولضعف ملوكها ، واستغلت روما هذه المنازعات لبسط نفوذها علي مصر وقضت علي البطالمة سنة 30 ق . م أيام حكم الملكة كليوباترا .
مظاهر الحضارة المصرية في عهد البطالمة بني البطالمة في الاسكندرية القصور والحدائق وأصبحت الاسكندرية مركزاً للحضارة حيث ذاعت شهرتها في مجال الفن والعلم والصناعة والتجارة كما أنها كانت الميناء الأول في البحر المتوسط بفضل منارتها الشهيرة التي اعتبرها الاغريق احدي عجائب الدنيا السبع .
وقد قامت بالاسكندرية حضارة اغريقية مصرية عظيمة تمثلت في :
جامعة الاسكندرية
التي أنشأها البطالمة ويرجع الفضل إلى علماء جامعة الاسكندرية في التوصل إلى حقائق علمية عن دوران الأرض حول الشمس وتقدير محيط الكرة الأرضية ، واشتهرت الجامعة بدراسة الطب خاصة التشريح والجراحة ومن أشهر العلماء في جامعة الاسكندرية إقليدس عالم الهندسة وبطليموس الجغرافي ومانيتون المؤرخ المصري .
مكتبة الاسكندرية وأثرها الثقافي
أنشأ البطالمة في الاسكندرية مكتبة ضخمة كانت تعد أعظم مكتبة في العالم احتوت علي أكثر من نصف مليون لفافة بردي ، وقد أمر البطالمة ان يهدي كل زائر من العلماء مدينة الاسكندرية نسخة من مؤلفاته وبذلك وصل عدد الكتب بالمكتبة إلى أكثر من 700 ألف كتاب . وقد عمل البطالمة علي احترام ديانة المصريين وقدموا القرابين للمعبودات المصرية ، وشيدوا لها المعابد مثل معبد إدفو ، ومعبد دندرة ومعابد فيلة بأسوان وكان البطالمة يظهرون في الحفلات الرسمية بزي الفراعنة .

ثالثاً : العصر الروماني
فتح الرومان مصر عام 30 ق . م وأصبحت احدي ولاياتهم وأصبحت مصر أثمن ممتلكات الامبراطورية الرومانية لموقعها الجغرافي الفريد وخصوبة أرضها ذات الانتاج الوفير ونهضتها العمرانية والثقافية والحضارية وازدهرت الزراعة في العصر الروماني .
كما كانت صناعة الزجاج من أرقي الصناعات المصرية حتى انه يرجع إلى مصر ابتكار فن تشكيل الزجاج بالنفخ وكانت مصر تحتكر صناعة الورق ، واشتهرت بصناعة العطور وأدوات الزينة والمنسوجات الكتانية الرفيعة .
وأصبحت العاصمة المصرية الاسكندرية أكبر مركز تجاري وصناعي في شرق البحر المتوسط في مصر وثاني مدن الامبراطورية الرومانية وقد استمرت جامعة الاسكندرية في عهد الرومان مركزاً للبحث العلمي ومقراً للعلماء من شتي أنحاء العالم.

رابعاً : العصر القبطي
دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن الأول الميلادي ومع دخول القديس مرقس الاسكندرية عام 65 م تأسست أول كنيسة قبطية في مصر .
ولمواجهة الأفكار الفلسفية والوثنية أنشأ القديس مرقس مدرسة الاسكندرية المسيحية للعلوم اللاهوتية والتي صارت أقدم مركز مسيحي في العالم .
وقد أسهمت الكنيسة القبطية في مصر في وضع أسس وتفسيرات العلوم اللاهوتية المسيحية ، ونشأت اللغة القبطية المكتوبة عندما كتب المصريون لغتهم باستخدام الحروف اليونانية مع إضافة حروف اخري ، وقد ترجم الكتاب المقدس للغة القبطية في مدرسة الاسكندرية ومن مصر المسيحية تحددت أوقات الصيام والأعياد للعالم المسيحي كله .
مظاهر الحضارة القبطية نهضت العمارة القبطية بروح الفن الفرعوني القديم وأكملت حلقة من حلقات الفن المتصلة منذ الحضارة الفرعونية والحضارة اليونانية والرومانية بمصر ، وتعد الكنائس التي شيدت في القرن الخامس الميلادي نموذجاً للعمارة والفن القبطي .
وكان التصوير السائد في العصر القبطي امتداداً للطريقة التي تواترت من العصور السابقة في مصر وهي التصوير بألوان الأكاسيد " الفرسك " علي الحوائط المغطاة بطبقة من الجبس .
وكما عرف المصريون القدماء الموسيقي نشأ في العصر القبطي في مصر فن موسيقي كنسي يساير النزعة الفنية الموسيقية للانغام المصرية القديمة ومازالت الألحان التي تعزف في الكنيسة القبطية حالياً تحمل أسماء فرعونية مثل "اللحن السنجاري" وكذلك "اللحن الاتريبي"

خامساً : العصر الأسلامي
يصطلح المؤرخون علي تخصيص اسم مصر الاسلامية للمرحلة الزمنية الواقعة بين فتح العرب مصر عام 641م وحكم الاتراك العثمانيين لمصر عام 1517م ، وهو تخصيص عملي معقول يستند فيما يستند إلى الصفة العربية الغالبة علي المجتمع المصري الاسلامي والجهاز الحكومي الرسمي بالعاصمة المصرية الاسلامية في هذه المرحلة ، مع العلم باستمرار الصفة الاسلامية العامة علي مصر قبل الفتح التركي العثماني وبعده فصاعداً حتى العصر الحاضر .
مظاهر الحضارة الاسلامية
شهدت مصر خلال الحكم الاسلامي نهضة شاملة في العمران والفنون تمثلت في العمارة الاسلامية بإنشاء العديد من المساجد والقلاع والحصون والأسوار ، كذلك الفنون الزخرفية التي تمثلت في أول عاصمة اسلامية في مصر وهي مدينة "الفسطاط" وبها جامع عمرو بن العاص ، ويعد مقياس النيل بجزيرة الروضة أقدم أثر مصري اسلامي والذي أنشأه الخليفة العباسي المتوكل بالله عام 245 هـ .
ويتجلي ازدهار العمارة الاسلامية في مدينة القطائع ، وجامع أحمد بن طولون الذي شيد علي نهج جامع عمرو بن العاص مع إضافة النافورة والمئذنة والدعامات والزخرفة واللوحة التأسيسية .. ومئذنة جامع ابن طولون هي الوحيدة في مساجد مصر التي لها هذا الشكل وهي مستمدة من المعابد الفارسية المعروفة باسم "الزيجورات" .
وتقدمت العمارة الاسلامية في العهد الفاطمي ويعد الجامع الأزهر من أشهر فنون العمارة الفاطمية في مصر ، وكذلك الجامع الأنور " الحاكم بأمر الله " والجامع الأقمر ، ويمثل مشهد الجيوشي نموذجاً لتشييد القباب وإنشاء المساجد .
وتميز العصر الأيوبي بتقدم العمارة ومن أشهر معالمها بناء قلعة صلاح الدين وتمثل هذه القلعة العمارة الاسلامية منذ الدولة الأيوبية حتى عصر محمد علي .
كما ترك المماليك ثروة فنية عظيمة تمثلت في المساجد والقباب ودور الصوفية للقصور والمدارس والقلاع والأسبلة .

سادساً : العصر الحديث
يعتبر محمد علي بحق مؤسس مصر الحديثة لما قام به من اصلاحات شملت جميع نواحي الحياة بما يتفق مع روح العصر الحديث ، فبدأ ببناء جيش مصر القوي وأنشأ المدرسة الحربية ، وأنشأ صناعة السفن في بولاق والترسانة البحرية في الاسكندرية وأصلح أحوال الزراعة والري وانشأ القناطر والسدود والترع ، وأنشأ المصانع والمعامل لسد حاجة الجيش وبيع الفائض للأهالي ، وفي مجال التجارة عمل محمد علي علي نشر الأمن لطرق التجارة الداخلية وقام بإنشاء أسطول للتجارة في مصر ، ونشر التعليم لسد حاجة دواوين الحكومة فأنشأ المدارس علي اختلاف مستوياتها وتخصصاتها وأرسل البعثات إلى أوروبا ونقل العلوم الحديثة
وحاول أبناء محمد علي ان يسلكوا مسلكه في محاولة اللحاق بالحضارة الاوروبية فقد شهدت البلاد في عهد الخديوي اسماعيل باشا نهضة تمثلت في الإصلاح الاداري كما شهدت الصناعة والزراعة نهضة وازدهاراً كبيراً في عهده واهتم بالبناء والعمارة ، وأنشأ دار الأوبرا القديمة ، ومد خطوط السكك الحديدية وفي عام 1869 افتتحت قناة السويس للملاحة الدولية .
وقد شهدت مصر عدة ثورات ضد التدخل الأجنبي حيث اشتدت الحركة الوطنية فكانت ثورة عرابي 1882 التي انتهت باحتلال بريطانيا لمصر والتي أعلنت الحماية علي مصر عام 1914 وانتهت تبعيتها الرسمية للدولة العثمانية .
دخلت مصر إلى القرن العشرين وهي مثقلة بأعباء الاستعمار البريطاني بضغوطه لنهب ثرواتها ، وتصاعدت المقاومة الشعبية والحركة الوطنية ضد الاحتلال بقيادة مصطفي كامل ومحمد فريد وظهر الشعور الوطني بقوة مع ثورة 1919 للمطالبة بالاستقلال وكان للزعيم الوطني سعد زغلول دور بارز فيها ، ثم تم إلغاء الحماية البريطانية علي مصر في عام 1922 والاعتراف باستقلالها وصدر أول دستور مصري عام 1923 .

ثورة 23 يوليو
قاد جمال عبد الناصر ثورة 23 يوليو 1952 والتي قامت بالعديد من الانجازات من أهمها اصدار قانون الاصلاح الزراعي ، ووضعت أول خطة خمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تاريخ مصر 1960 وحققت أهدافها في تطوير الصناعة والانتاج وتم انشاء السد العالي 1960 - 1970 ونهضت البلاد في مجال التعليم والصحة والانشاء والتعمير والزراعة وفي مجال السياسة الخارجية عملت ثورة يوليو علي تشجيع حركات التحرير من الاستعمار كما اتخذت سياسة الحياد الايجابي مبدأ أساسياً في سياستها الخارجية .
وأدركت اسرائيل منذ نشأتها الدور القيادي لمصر في العالم العربي فقامت في 5 يونيو 1967 بشن هجوم غادر علي مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن .
واستطاع جيش مصر برغم فداحة الخسارة ان يعبر هذه المنحة في صموده أمام القوات الاسرائيلية ودخوله حرب الاستنزاف ، وفي ذلك الوقت توفي قائد ثورة يوليو الزعيم جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970 .
وتولي الحكم الرئيس أنور السادات وبدأ سياسة اعداد الدولة لحرب التحرير ووضعت كافة امكانات الدولة استعداداً للحرب حتى كان يوم السادس من أكتوبر 1973 ، قام الجيشان المصري والسوري في وقت واحد ببدء معركة تحرير الأرض العربية من الاحتلال الاسرائيلي وعبوره قناة السويس وانتصر الجيش المصري ورفعت أعلام مصر علي الضفة الشرقية لقناة السويس بعد ساعات من الهجوم .
وقد حققت القوات المصرية انتصاراً باهراً في حرب أكتوبر 1973 مما جعل الرئيس أنور السادات يفكر في حل النزاع العربي الاسرائيلي حلاً جذرياً وإقامة سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط فوقعت مصر علي معاهدة السلام مع اسرائيل (كامب ديفيد) في 26 مارس 1979 بمشاركة الولايات المتحدة بعد أن مهدت زيارة الرئيس أنور السادات لاسرائيل في 1977 ، وانسحبت اسرائيل من شبه جزيرة سيناء في 25 أبريل 1982، وانسحبت من شريط طابا الحدودي بناء علي التحكيم الذي تم في محكمة العدل الدولية .
بدأ عهد الرئيس مبارك في أكتوبر 1981 بالعمل علي تحقيق استقرار الجبهة الداخلية وتدعيم وترسيخ مباديء الديمقراطية وسيادة القانون والسلام الاجتماعي والوحدة الوطنية .
وكان الاهتمام الاكبر هو تحقيق التنمية الشاملة والمتواصلة من خلال خطط التنمية المختلفة التي تمت ومازالت مستمرة حيث شهدت البلاد نهضة كبري في خدمات التعليم والصحة والثقافة والاعلام وجميع قطاعات الانتاج وذلك بعد استكمال مواصلة إقامة البنية الأساسية .
كذلك شهدت الساحة المصرية تنمية اقتصاية ناجحة حازت علي تقدير وإشادة المؤسسات المالية والنقدية العالمية بوصفها نموذجاً فريداً يحتذي به والذي أخذ في الحسبان لانجاز الإصلاح اقتصادي الجمع بين الاعتبارات الاقتصادية ومتطلبات البعد الاجتماعي وضرورياته .
والآن يتم التركيز علي إعادة رسم خريطة مصر عمرانياً وسكانياً حيث يبني ابناء مصر دعائم حضارة جديدة ولكنها بمفردات العصر الحديث بكل تحدياته لتتحول الأفكار والطموحات إلى انجازات قابلة للتحقيق من خلال مشروعات عملاقة تغير الخريطة السكانية لتتعدي حدود الوادي والدلتا القديم المزدحم والذي لم يعد قادراً علي استيعاب طموحات مصر المستقبلية وينفذ مشروعات قومية عملاقة في الجنوب منها مشروع دلتا جنوب الوادي " توشكي " ، مشروع شرق العوينات ، وفي الشمال الشرقي مشروع بورسعيد ومشروع ترعة السلام بسيناء ، ومشروع تنمية شمال خليج السويس وجميعها مشروعات تدعو إلى الخروج من الوادي القديم إلى الساحات الأرحب من أرض مصر .. وهي أيضاً السبيل أمام مصر للدخول إلى القرن الحادي والعشرين والألفية الثالثة مكونة بناءً حضارياً تصنعه سواعد أبنائنا المصريين وذلك للانطلاق لبناء مجتمع المعلومات والاتصالات والنهضة التكنولوجية لاستيعاب الآليات الجديدة لعالم المستقبل .
فبعد ان حققت مصر إنجازاً يشبه الاعجاز في إرساء البنية التحتية العملاقة خلال السنوات العشرين الماضية بتكلفة قدرها 353 مليار جنيه دعا الرئيس مبارك مع بداية الألفية الثالثة إلى تحديث مصر في اطار مشروع حضاري وطني وذلك لمتابعة التقدم العلمي والتقني العالمي الفائق السرعة والجودة استشراقاً لآفاق المستقبل الرحب
.