الجمعة، 13 أغسطس 2010

فضل الدعاء بظهر الغيب

فضل الدعاء بظهر الغيب
الدعاء بظهر الغيب


الدعــاء
- طاعة لله عز وجل وسبب لدفع غضبه سبحانه وتعالى.
- سبب لانشراح الصدر وتفريج الهم وزوال الغم وتيسير الأمور.
- دليل على الإيمان بالله والتوكل عليه.
- سبب لنزول الرحمة ودفع البلاء.
- إن الداعي محبوب لله عز وجل.

الدعاء بظهر الغيب
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ". أخرجه مسلم (4/2094 ، رقم 2732) . وأخرجه أيضًا : أبو داود (2/89 ، رقم 1534).

قال العلامة شمس الحق أبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي اود": (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ لِأَخِيهِ): أَيْ الْمُؤْمِن (بِظَهْرِ الْغَيْبِ) : أَيْ فِي غَيْبَة الْمَدْعُوّ لَهُ عَنْهُ وَإِنْ كَانَ حَاضِرًا مَعَهُ بِأَنْ دَعَا لَهُ بِقَلْبِهِ حِينَئِذٍ أَوْ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَسْمَعْهُ (قَالَتْ الْمَلَائِكَة آمِينَ): أَيْ اِسْتَجِبْ لَهُ يَا رَبّ دُعَاءَهُ لِأَخِيهِ.

فَقَوْلُهُ (وَلَك): اِسْتَجَابَ اللَّه دُعَاءَك فِي حَقّ أَخِيك وَلَك (بِمِثْلٍ) : أَعْطَى اللَّه لَك بِمِثْلِ مَا سَأَلْت لِأَخِيك. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَكَانَ بَعْضُ السَّلَف إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِتِلْكَ الدَّعْوَة لِيَدْعُوَ لَهُ الْمَلَكُ بِمِثْلِهَا فَيَكُون أَعْوَن لِلِاسْتِجَابَةِ.

قال رسولُ اللهِ صَلَّ الله عليه وسلَّم:
"دُعَاءُ المَرْءِ المسلِمِ مُستَجَابٌ لأخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ عندَ رأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ كُلَّمَا دَعَا لأخِيهِ بِخَير قَالَ المَلَكُ ءامِينَ ولَكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ " رواهُ مُسْلِم.

ومَعْنَى الدُّعَاءِ لأخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ أنْ يَدْعُوَ لَهُ في غَيْبَتِهِ أَيْ لَيْسَ في حُضُورِه.

أوقات يستجاب فيها الدعاء
• جوف الليل .
• دُبر كل صلاة .
• بين الآذان والإقامة .
• الثلث الأخير من الليل .
• عند النداء للصلوات المكتوبة
• عند نزول الغيث .
• آخر ساعة من يوم الجمعة .
• عند الشرب من ماء زمزم مع النية الصادقة
• في السجود .

أوقات يستجاب فيها الدعاء
• دعاء المسلم لأخية المسلم .
• دعاء يوم عرفة .
• دعاء اجتماع المسلمين في مجالس الذكر .
• دعاء الوالد لولده وعلى ولده .
• دعاء المسافر .
• دعاء الولد البار لوالديه .
• الدعاء عقب الوضوء إذا دعى بالمأثور .
• الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى .
• الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى .
• الدعاء داخل الكعبة ، ومن صلى داخل الحجر فهو في البيت ..
• الدعاء على الصفا .
• الدعاء على المروة .
• الدعاء عند المشعر الحرام ( المزدلفة ) .

أسرار استجابة الدعاء
يقول تعالى في محكم الذكر يخاطب حبيبه محمداً صل الله عليه وسلم:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].

وهذا يدل على أن الله قريب منا يسمع دعاءنا ويستجيب لنا.

ولكن الذي لفت انتباهي أن الله يجيب الدعاء فكيف نستجيب له تعالى (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) وهل هو بحاجة لاستجابتنا؟!

من هنا نستطيع أن نستنبط أن الله يدعونا إلى أشياء ويجب علينا أن نستجيب له، وبالتالي إذا استجبنا لله سوف يستجيب لنا الله. فما هي الأشياء التي يجب أن نعملها حتى يُستجاب دعاؤنا؟

إذا تأملنا دعاء الأنبياء والصالحين في القرآن نلاحظ أن الله قد استجاب كل الدعاء ولم يخذل أحداً من عباده، فما هو السرّ؟ لنلجأ إلى سورة الأنبياء ونتأمل دعاء أنبياء الله عليهم السلام، وكيف استجاب لهم الله سبحانه وتعالى،هذا هو سيدنا نوح عليه السلام يدعو ربه أن ينجيه من ظلم قومه، يقول تعالى:
(وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) [الأنبياء: 76].

وهنا نلاحظ أن الاستجابة تأتي مباشرة بعد الدعاء.
ويأتي من بعده سيدنا أيوب عليه السلام بعد أن أنهكه المرض فيدعو الله أن يشفيه، يقول تعالى:
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 83-84].
وهنا نجد أن الاستجابة تأتي على الفور فيكشف الله المرض عن أيوب عليه السلام.

ثم ينتقل الدعاء إلى مرحلة صعبة جداً عندما كان سيدنا يونس في بطن الحوت!
فماذا فعل وكيف دعا الله وهل استجاب الله تعالى دعاءه؟ يقول تعالى:
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87-88].

إذن جاءت الاستجابة لتنقذ سيدنا يونس من هذا الموقف الصعب وهو في ظلمات متعددة: ظلام أعماق البحر وظلام بطن الحوت وظلام الليل.